قال: ولولا خوف الهتك لأستار الكمّل لأظهرنا لك من هذه الآية عجبا) (?).
والتأويلات كهذه لا عدّ لها ولا حصر , والقوم أشبعوا الكلام في علم الباطن والتأويل الباطني , وملؤا كتبهم به , وهذه الفكرة لم تتدرج إليهم إلا من التشيع والشيعة , كالأفكار الأخرى.
والشيعة بدورهم أخذوها من اليهودية. وهكذا أدخل الصوفية أنفسهم في الفرق الباطنية لأن الإسماعيلية والنصيرية والدروز وغيرها من الفرق الباطنية لم يسمّوا بالباطنية إلا لقولهم: إن لكل ظاهر باطنا , حسب اعتراف الشعراني نفسه , حيث يقول:
(الإسماعيلية: وهم قوم يسمون بالباطنية لكونهم يقولون: لكل ظاهر باطن) (?).
وأما تسمية المتصوفة العلماء والفقهاء والمسلمين الآخرين الذين لا يؤمنون بباطنيتهم , بأهل الظاهر , , والعامة , , وأهل الرسوم , والنكير عليهم فمنتشر في كتبهم , كما يقول ابن عربي: (ما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته , العارفين به من طريق الوهب الإلهي , الذين منحهم أسراره في خلقه , وفهم معاني كتابه وإشارات خطابه , فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل عليهم السلام) (?).
وقال لسان الدين بن الخطيب:
(إن كل الخلق قعدوا على الرسوم , وقعدت الصوفية على الحقائق) (?).
أي أن الصوفية هم أهل الحقائق , وسائر الناس أهل الرسوم.
ويقول الكمشخانوي: (الذين اقتصروا على الشريعة فهم العامة) (?).
والترمذي الملقب بالحكيم يقول في كتابه (ختم الأولياء):
(أكثر الشريعة جاءت على فهم العامة) (?).