منهم , وكان يستتر بالفقه والإفتاء على مذهب أبي ثور , وكان إذا تكلم في علوم القوم أغلق باب داره , وجعل مفتاحه تحت وركه) (?).

وأيضا روى عن الشاذلي أنه كان يقول:

(امتنعت عني الرؤيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم رأيته , فقلت: يا رسول الله , ماذ نبي؟ فقال: إنك لست بأهل لرؤيتنا لأنك تطلع الناس على أسرارنا) (?).

والصوفية يكتمون آراءهم ومعتقداتهم عن غيرهم , ويوصون مريديهم في كتبهم ومؤلفاتهم التي كتبت للخاصة وخاصة الخاصة , فالصوفي الشهير عبد السلام الفيتوري يكتب في كتابه (الوصية الكبرى):

(إخواني , وسنذكر لكم كلاما في المغيبات لكن يجب الإمساك عنها إلا لأهله الذين يكتمونه , ولا ينبغي إظهاره للسفهاء الذين يلحقون به إلى الأمراء والجبابرة وأهل الدنيا) (?).

وهناك نص مهم جدا ذكره الشعراني يقطع في هذا الموضوع فيقول:

وكان بعض العارفين يقول

(نحن قوم يحرم النظر في كتبنا على من لم يكن من أهل طريقتنا , وكذلك لا يجوز لأحد أن ينقل كلامنا إلا لمن يؤمن به , فمن نقله إلى من لا يؤمن به دخل هو والمنقول إليه جهنم الإنكار , وقد صرح بذلك أهل الله تعالى على رؤوس الأشهاد وقالوا:

من باح بالسرّ استحق القتل) (?).

وقد ذكر الدباغ حكايات كثيرة عن الذين لم يكتموا السرّ فابتلاهم الله ببلايا عديدة , من القتل والصلب والحرق والعمى وغير ذلك (?).

وكان منهم الحلاج , لأنه لم يقتل إلا لإفشاء سرّه (?).

وكما يروون أن الخضر عبر على الحلاج وهو مصلوب , فقال له الحلاج:

(هذا جزاء أولياء الله؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015