ذلك ... وأن لا يدخل عليه في خلوة إلا بإذنه , وأن لا يرفع الستارة التي فيها الشيخ إلا بإذنه وإلا هلك كما وقع لكثير) (?).
فلنرجع إلى موضوعنا ونقول: إن القوم يجعلون متصوفيهم معصومين حيث لا يجيزون الاعتراض عليهم , ويقولون:
(من قال لأستاذه: لِمَ لا يفلح) (?).
لأن (الشيخ في أهله كالنبي في أمته) (?).
وعلى ذلك قال القشيري:
(من شرط المريد أن لا يكون بقلبه اعتراض على شيخه) (?).
وهناك حكايات ومقولات كثيرة في هذا المعنى تنبئ وتدلّ صراحة على أن عصمة المتصوفة وأوليائهم , مثل عصمة الأنبياء , وبتعبير صحيح كعصمة أئمة الشيعة , مثل الحكاية التي رواها ابن عجيبة في فتوحاته , عن بعض مشائخه قال:
(رأيت يوما شخصا استحسنته فإذا لطمه وقعت على عيني , فسالت على خدي , فقلت: آه فقيل لي: لحظة بلطمة , لو زدت لزدناك) (?).
فمن كان هذا القائل يا ترى؟
فانظر كيف يدّعون العصمة حتى من النظر إلى أحد بتلذذ؟
وكذلك نقل أحد الرفاعيين عن الرفاعي أنه قال:
(قال لي الشيخ يعقوب: رأيت الشيطان واقفا على باب داري فهممت بضربه , فقال: أي يعقوب , أنتم أهل الإنصاف , إن في بيتكم الأحمر والأصفر (أي الذهب والفضة أو الدنانير والدراهم) , وهما لي كيف لم أجيء إلى بيتكم؟) (?).