فمن الأولياء من حصّل جميع هذه الأنواع , كأبي يزيد البسطامي , وسهل بن عبد الله , ومنهم من حصّل بعضها) (?).
ويقول في إحدى رسائله:
(للأرواح الإنسانية إذا صفت وزكت معارج في العالم العلوي المفارق وغير المفارق فينظر مناظر الروحانيات المفارقة , فترى مواقع نظرهم في أرواح الأفلاك ودورانها بها , فينزل مع حكم الأدوار وترسل طرفها في رقائق التنزيلات حتى ترى مساقط نجومها في قلوب العباد , فتعرف ما تحويه صدورهم وما تنطوي عليه ضمائرهم , وما تدل عليه حركاتهم ... وإذا توجهت الأسرار نحو قارئها بفناء وبقاء , وجمع وفرق سقطت عليها أنوار الحضرة الإلهية من حيثها , لا من حيث الذات , فأشرقت أرض النفوس بين يديه فالتفت فعلم ما أدركه بصره وأخبر بالغيب وبالسرائر وبما تكنه الضمائر وما يجري في الليل والنهار) (?).
ويقول:
(من يكن الحق سمعه وبصره فكيف يخفى عليه شيء) (?).
وقال:
(يرتقي الوليّ إلى عالم الغيب فيشاهد اليمين ماسكة قلمها وهي تخطط في اللوح) (?).
و: (من الصوفية من لا يزال عاكفا على اللوح , ومنهم من يشهده تارة تارة) (?).
ونقل ابن عربي في كتابه عن الجنيد أنه قال:
(العارف هو الذي ينطق عن سرّك وأنت ساكت) (?).
ولقد بيّن في إحدى كتبه طريق إطلاع الصوفية على الغيب فقال: