وقد نوَّه العلاّمة أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله (ت 1420 هـ) بدائرة المعارف العثمانية هذه وأثرها، فقال: (?)

"ومن المؤسسات العلمية الكبيرة التي كان لها فضل كبير في إحياء الكتب الدينية والعلمية، وبعثها من مدافنها في المكتبات العتيقة، ونشرها بتصحيح وتحقيق في العالم الإسلامي: "دائرة المعارف العثمانية" في حيدر آباد التي تأسست عام (1306هـ= 1888م) بتوجيه العلاّمة السيد حسين البلكرامي، ومولانا عبد القيوم، ومولانا أنوار الله خان أستاذ سمو "النظام".

وقد نشرت أكثر من مئة وخمسين كتاباً قيماً من كتب الحديث وأسماء الرجال والتاريخ والعلوم الرياضية والحكمية، حرمها العالم الإسلامي والأوساط العلمية من عهد بعيد، وتسامع بها العلماء والمدرسون، فكانت خدمةً جليلةً للعلم والدين.... ".

ولا ريب أنَّ العطاء الفردي في هذه الفترة الزمنية في خدمة كتب الحديث الشريف وعلومه: نشراً وتحقيقاً وتعليقاً، كان هو الغالب، ويتميز الكثير منه بأنه خرج على أعدل المناهج في التحقيق وأقومها.

ويأتي في مقدَّمة هؤلاء المحققين: أحمد محمد شاكر (1309-1377هـ) ، وعبد الرحمن المُعَلَِّمي اليماني (1313-1386هـ) ، والسيد أحمد صقر (1334-1410هـ) ، وحبيب الرحمن الأعظمي (1319-1412هـ) ، وعبد الفتاح أبو غُدَّة (1336 – 1417هـ) ، ومحمد ناصر الدين الألباني (1333-1420هـ) ، رحمهم المولى تعالى.

أمّا الأمر الثاني: فهو أنَّ مثل هذه الدراسة لا تتسع لذكر جميع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015