ذكر ابن الأثير (ت 606 هـ): أن التصغير من خواصِّ الأسماء .... ثم أورد أغراضه فقال:
والنّحاة يسمُّونه «باب التصغير»، وباب «التحقير»؛ تسمية للشئ ببعضه، فإنَّه يقع في الكلام على أضرب:
الضرب الأول: التصغير، ويختصُّ بالجثث؛ لأنه ضد الكبير، نحو: جمل وجميل، وجبل وجبيل.
الضرب الثانى: التحقير، ويختصُّ بما يظنُّ عظيماً؛ لأنه ضد التعظيم، نحو: ملك ومليك، ورجل ورجيل إذا أريد الشجاعة.
الضرب الثالث: التقريب، ويختصُّ بما يظنُّ بعيداً، نحو: فويق السطح، ودوين السقف، وقبيل الشهر.
الضرب الرابع: التقليل، ويختصُّ بالمقادير، نحو: مويل، ودريهمات، وحنيطة، وأجيمال.
الضرب الخامس: التعظيم وفيه خلاف، كقول النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود: «كنيف ملئ علماً»، وكقوله ـ عليه السلام ـ لعائشة: «يا حميراء». وكقولهم: «هو دويهية» إذا وصفوه بالدّهاء العظيم، قال الشاعر:
وكلّ أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفرّ منها الأنامل.
ومنه قولهم: يا أخيَّ، ويا بُنىَّ، ويا صُدَيِّقىَّ إذا أرادوا به المبالغة.