فيه ولا تبعض، فالتوراة عين الإنجيل، والإنجيل عين القرآن، إن عبر عنه بالعربية كان قرآنًا، وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلًا، وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة.
وقد ذكر الشيخ -رحمه الله- أنه يحكى عن الكلابية والأشاعرة "أنه ليس لله في الأرض كلام، وأن هذا القرآن الذي يقرؤه المسلمون ليس هو كلام الله، وأنه ليس لله في الأرض كلام، وإنما هذا حكاية أو عبارة عن كلام الله" (?).
وقالت هذه الطائفة: "كلام الله ليس إلا مجرد معنى قائم بالنفس، وحروف القرآن ليس من كلام الله، ولا تكلم الله بها، ولا يتكلم الله بحرف ولا صوت. . . " (?).
وقال -رحمه الله- في موضع آخر:
"-وأيضًا- فجعلت هذه الطائفة معنى واحدًا قائمًا بذات الرب هو أمر ونهي وخبر واستخبار، وهو معنى التوراة والإنجيل والقرآن. . . " (?).
وإلى هذا الإلزام أشار ابن القيم بقوله:
زعموا القرآن عبارة وحكاية ... قلنا كما زعموه قرآنان
هذا الذي نتلوه مخلوق كما ... قال الوليد وبعده الفئتان
والآخر المعنى القديم فقائم ... بالنفس لم يسمع من الديان
والأمر عين النهي واستفهامه ... هو عين إخبار وذو وحدان
وهو الزبور وعين توراة وإنـ ... جيل وعين الذكر والفرقان
الكل شيء واحد في نفسه ... لا يقبل التبعيض في الأذهان (?)
3 - إذا لم يكن الله تعالى متكلمًا كما يزعمه المعطلة والنفاة ولا موصوفًا بالكلام -الذي هو صفة مدح- لزم من ذلك مشابهته -سبحانه- للجمادات التي لا تتكلم، بل يكون الحيوان الذي يتكلم أكمل منه- تعالى الله عما يقوله هؤلاء علوًا كبيرًا.