التسعينيه (صفحة 434)

قول الكرامية والسالمية في القرآن

وهؤلاء وافقوا الجهمية في نفيهم عن الله من الكلام ما نفته الجهمية، وفي أنهم جعلوا هذا مخلوقًا كما جعلته الجهمية مخلوقًا، ولكن فارقوهم في أنهم أثبتوا معنى القرآن [غير] (?) مخلوق، وقالوا: إن كلام (?) الله اسم لما يقوم به ويتصف به، لا لما يخلقه في غيره، وأطلقوا القول بأنَّ القرآن غير مخلوق، وإن كانوا لا يريدون جميع المعنى الذي أراد (?) السلف والأئمة والعامة، بل بعضه، كما أن الجهمية تطلق القول بأنَّ القرآن كلام الله، ولا يعنون به المعنى الذي يعنيه السلف والأئمة والعامة، ولكن هؤلاء منعوا أن تكون هذه الحروف من كلام الله، والجهمية المحضة سموها كلام الله، لكن قالوا: هي مع ذلك مخلوقة، وأولئك لا يجعلون ما يسمونه كلام الله مخلوقًا، ومنهم من يسمي (?) كلام الله -أيضًا- على سبيل الاشتراك (?)، وأكثرهم يقولون: نسميها بذلك مجازًا (?).

وأيضًا -فجعلت هذه الطائفة (?) معنى واحدًا قائمًا بذات الرَّبّ، هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015