التسعينيه (صفحة 191)

الوجه الثالث: أن قولهم: مجمل فيه حق وباطل والذي يعنيه جمهور الجهمية المعنى الباطل

[وليس في شيء] (?) من ذلك نفي الجهة والتحيز (?) عن الله، ولا وصفه بما يستلزم لزومًا بينًا نفي (?) ذلك، فكيف يصح مع كمال الدين وتمامه، ومع كون الرسول قد بلغ البلاغ المبين أن يكون هذا من الدين والإيمان ثم لا يذكره الله ورسوله قط؟ وكيف يجوز أن يدعى الناس ويؤمرون باعتقاد في أصول الدين ليس له أصل عن من (?) جاء بالدين؟ هل هذا إلّا صريح تبديل الدين؟

الوجه الثالث (?):

أني (?) قد قلت لهم: قائل هذا القول: إن أراد به أن ليس في السموات رب، ولا فوق العرش إله، وأن محمدًا لم يعرج به إلى ربه، وما فوق العالم إلّا العدم المحض، فهذا باطل مخالف لإجماع سلف الأمة وأئمتها، وهذا المعنى هو الذي يعنيه جمهور الجهمية (?) من مشايخ الممتحنين ونحوهم، يصرحون به في كلامهم وكتابهم.

وإن أراد به أن الله لا يحيط به مخلوقاته، ولا يكون في جوف الموجودات فهذا مذكور مصرح به في كلامي، وإثبات هذا المعنى، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015