فصل: إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد

28 - وعنْ أبي أمامة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: منْ صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض. رواه الترمذي من رواية الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة، وقال: حديث غريب، رواه الطبراني إلا أنه قال:

منْ صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النَّار مسيرة مائة عامٍ ركض الفرس الجوادِ المضمَّرِ، وقد ذهب طوائف من العلماء إلى أنَّ هذه الأحاديث جاءتْ في فضلِ الصَّوم في الجهادِ، وبوّب على هذا الترمذي وغيره، وذهبت طائفة إلى أنَّ كل الصَّوم في سبيل الله إذا كان خالصاً لوجهِ الله تعالى، ويأتي باب في الصوم في الجهاد إن شاء الله تعالى.

(فصل)

29 - عنْ عبد الله، يعني ابن أبي مُليكة عن عبد الله، يعني ابن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ للصَّائم عند فطرهِ لدعوةً ما تردُّ، قال: وسمعتُ عبد الله يقول عند فطره: اللهمَّ إنِّي أسألك برحمتك التي وسعتْ كل شيءٍ أن تغفر لي.

زاد في رواية: ذنوبي. رواه البيهقي عن إسحاق بن عبيد الله عنه، وإسحاق هذا مدني لا يعرف، والله أعلم.

30 - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا تردُّ دعوتهمْ: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمامِ، وتفتح لها أبواب السَّماء، ويقول الرَّبُّ: وعزَّتي وجلالي لأنصرنك ولوْ بعد حين. رواه أحمد في حديث، والترمذي وحسنه، واللفظ له، وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما إلا أنهم قالوا: حتى يفطر. ورواه البزار مختصرا:

ثلاث حق على الله أن لا يردَّ لهم دعوةً: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر والمسافر حتى يرجع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015