قالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ (?) لَنَا الماءَ، إِذْ جَاءَ الأَنْصَارِيُّ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قالَ: الْحَمْدُ للهِ مَا أَحَدٌ اليَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافاً مِنِّي، فانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، وَقالَ: كُلُوا، وَأَخَذَ المُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ (?)،
فَذَبَحَ لَهُمْ فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرُوُوا قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه مالك بلاغاً باختصار ومسلم، واللفظ له والترمذي بزيادة، والأنصاري المبهم: هو أبو الهيثم بن التيهاني بفتح المثناة فوق وكسر المثناة تحت وتشديدها، كذا جاء مصرحاً به في الموطأ والترمذي، وفي مسند أبي يعلى ومعجم الطبراني من حديث ابن عباس أنه أبو الهيثم وكذا في المعجم أيضاً من حديث ابن عمر؛ وقد رُويت هذه القصة من حديث جماعة من الصحابة مصرح في أكثرها بأنه أبو الهيثم، وجاء في معجم الطبراني الصغير والأوسط وصحيح ابن حبان من حديث ابن عباس وغيره أنه أبو أيوب الأنصاري، والظاهر أن هذه القصة اتفقت مرة مع أبي الهيثم، ومرة مع أبي أيوب. والله أعلم، وتقدم حديث ابن عباس في الحمد بعد الأكل.
[العذق] هنا بكسر العين وهو الكباسة والقِنْو، وأما بفتح العين فهو النخلة.
رفض النبي صلى الله عليه وسلم للدنيا
136 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فاستَسْقَى (?)، فَأُتِيَ بِمَاءٍ وَعَسَلٍ، فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ بَكَى وانْتَحَبَ (?) حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ بِهِ