صاحبه، فإن خان أحدهما (صاحبه) رفعها عنهما
__________
= ومغزى هذا الباب الحث على الأمانة، وإنشاء شركات التعاون بين الأفراد، وبث روح الاتحاد لتصفو المودة، ويزداد الربح، وتنمو الثقة المتبادلة. قال تعالى:
أ - (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) 103 من سورة آل عمران.
وحيل الله دين الإسلام. والعمل بالقرآن والسنة، وثمرة هذه التعاليم الأمانة.
ب - وقال تعالى: (ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) 7 من سورة المجادلة.
هذه الآية دستور الشركة، ومنهج التعاون الاقتصادي بين الأفراد المتحابة.
(رابعهم) سبحانه وتعالى يشاركهم في الاطلاع على الأسرار ويحاسبهم على الصغيرة والكبيرة.
جـ - وقال تعالى (إنا أرسلناك شاهدا ومبشراً ونذيراً 8 لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا 9 إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً) 10 من سورة الفتح.
(شاهداً) على أمتك (مبشراً) على الطاعة (ونذيراً) على المعصية (وتعزروه) وتقووه بتقوية دينه ورسوله (وتوقروه) وتعظموه وتنزهوه وتصلوا له غدوة وعشياً (نكث) نقض العهد، فلا يعود ضرر خيانته إلا عليه، فعليك أخي بالصدق والأمانة.
د - وقال تعالى (فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيباً واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون) 114 من سورة النحل. أمرهم بالحلال وشكر نعم ربهم رجاء طاعته.
(شاعران يوضحان قوانين الشركة والتعاون من فقه السنة النبوية)
أ - الصالح بن عبد القدوس:
وصل الكرام وإن رموك بحفوة (?) ... فالصفح عنهم والتجاوز أصوب
واختر قرينك واصطفيه تفاخراً (?) ... إن القرين إلى المقارن ينسب
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً ... إن الكذوب يشين حرا يصحب (?)
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ... ثرثارة (?) في كل ناد تخطب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه ... فالمرء يسلم باللسان ويعطب (?)
والسر فاكتمه ولا تنطق به ... إن الزجاجة كسرها لا يشعب (?)
لا تحرصن فالحرص (?) ليس بزائد ... في الرزق بل يشقى الحريص ويتعب
وارع الأمانة والخيانة فاجتنب ... واعدل ولا تظلم يطيب المكسب (?)
وإذا أصابك نكبة فاصبر لها ... من ذا مسلماً لا ينكب (?) =