2098- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد الدقاق، ثنا محمد بن عثمان، ثنا يوسف بن يعقوب الصفار، ثنا عبيد بين سعيد، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عباس –رضي الله عنه-:

((أن ملكاً من الملوك خرج يسير في مملكته وهو مستخف من الناس حتى نزل على رجل له بقرة فراحت عليه تلك البقرة فحلبت فإذا حلابها مقدار ثلاثين بقرة، فحدث الملك نفسه أن يأخذها فلما كان الغد غدت البقرة إلى مرعاها، ثم راحت فحلبت فنقص لبها على النصف وجاء مقدار حلاب خمس عشرة بقرة، فدعا الملك صاحب منزله فقال: أخبرني عن بقرتك، أرعت اليوم في غير مراعاها بالأمس ولا شربت في غير مشربها بالأمس؟. فقال: ما رعت في غير مراعاها بالأمس ولا شربت في غير مشربها بالأمس. فقال: ما بال حلابها على النصف؟ قال: أرى الملك هم يأخذها فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم أو همَّ بالظلم ذهبت البركة. قال: وأنت من أين يعرفك الملك؟ قال: هو ذاك كما قلت لك. قال: فعاهد الملك ربه –عز وجل- في نفسه أن لا يظلم، ولا يأخذها، ولا يملكها، ولا تكون في ملكه أبداً، قال: فعادت فرعت، ثم راحت ثم حلبت -[73]- فإذا لبنها قد عاد على مقدار ثلاثين بقرة، قال: فقال الملك بينه وبين نفسه واعتبر: أرى الملك إذا ظلم أو هم بظلم ذهبت البركة، لا جرم لأعدلن فلأكونن على أفضل العدل)) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015