1029- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه؛ ثنا دعلج بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، ثنا الحكم بن مروان، ثنا سلام الطويل، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن عدي بن عدي قال: قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: -[557]- ((أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكن يأتيه فيه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، مالي أراك متغير اللون؟ فقال: إني لم آتك حتى أمر الله بنفخ النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم قال: إن الله أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت؛ ثم أوقد عليها ألف عام حتى احمرت؛ ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهبها. وقال: والذي بعثني لو أن حلقة من حلق السلسلة التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأذابتها؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل يبكي. فقال: يا جبريل تبكي وأنت من الله بالمكان الذي أنت به منه؛ قال: وما يمنعني أن أبكي، وأنا لا أدري لعلي أكون في علم الله على غير هذه الحال، وقد كان إبليس مع الملائكة وقد كان هارون وماروت من الملائكة، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يبكي وجبريل –عليه السلام- حتى نوديا: يا محمد ويا جبريل: إن الله قد آمنكما أن تعصياه. قال فارتفع جبريل –عليه السلام- فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من أصحابه يتحدثون ويضحكون. فقال:
تضحكون وجهنم من ورائكم؟! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولخرجتم إلى الصعابات تجأرون إلى الله –فأوحى الله إلى محمد إني بعثتك مبشراً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا وسددوا وقاربوا)) .
هذا حديث حسن وإسناده جيد.