نفسه ويعي ما أخذه عن القدوة، أن وجود منهج تربوي متكامل لا يغني عن القدوة. فالمعلم القدوة يحقق بأسلوبه التربوي وسلوكه كل الأسس والأساليب والأهداف التي يرجى أن يقوم عليها المنهج التربوي، لذلك بعث الله النبي محمدا صلى الله عليه وسلم؛ ليكون قدوة حسنة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} 1. فكان الرسول الكريم هاديا ومربيا بسلوكه الشخصي بالإضافة إلى الذكر الحكيم والسنة، وكان النبي ترجمة عملية حية لتعاليم وآداب القرآن، كما أن سيرة الصحابة والتابعين تعد نموذجا لتجسيد القدوة الحسنة للمجتمع المسلم.

القدوة أعظم أساليب التربية في نظر الإسلام الذي يقيم منهجه التربوي على هذا الأساس، فلا بد للطفل من قدوة في والديه وأسرته لتنطبع في نفسه المبادئ والقيم الإسلامية, ولا بد للناس من قدوة في مجتمعهم تجسد لهم شريعة الإسلام السمحة وتقاليده السامية؛ ليحملوا بصدق أمانة تربية الأجيال, ولا بد للمجتمع من قدوة فيمن يتولى أمره تتجسد فيه المبادئ الإسلامية فيتطلع المجتمع إليه ويسير على نهجه.

ولا يخفى عنا أن حاجة الناس إلى القدوة نابعة من غريزة كامنة في النفوس هي التقليد، ويمكن الإفادة من ميول وغرائز الأطفال الفطرية في تربيتهم بتكوين قدوة صالحة أمام التلاميذ وهذا يقتضي أن يكون معلم الأطفال متحليا بالفضيلة معروفا بالأخلاق الرفيعة، ومما لا شك فيه أنه إذا وجد الطفل القدوة الحسنة في والديه وفي معلمه حذا حذوهم, وأصبح من الميسور تربيته طبقا لشريعة الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015