الإيمان والعمل الصالح, وبين العلم الحقيقي والعمل الصالح {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} 1.
والتربية العملية التي يريدها الإسلام تناسب طاقة الفرد وإمكاناته. قال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} 2, وهي تحض على إتقان العمل إتقانا تاما. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} 3, وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
والتربية الإسلامية تربية عملية, فالإسلام يحث على تعليم كل علم نافع للإنسان ولمجتمعه وللإنسانية جمعاء. فالمعلومات والمعارف من أهم محتويات التربية الإسلامية، ونظرة الإسلام المثلى والعميقة إلى اكتساب المعارف والعلوم ترفع عملية التربية والتعليم إلى درجة العبادة والقداسة، ويربط الإسلام مضمون المعارف والعلوم بالهدف الأكبر للتربية الإسلامية, وهو تقوى الله وخشيته {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} 4.
ويحفل القرآن الكريم بآيات كثيرة تحث على استعمال الملاحظة والنظر كخطوة أساسية في المعرفة العلمية, ثم استخدام التسلسل المنطقي والمناقشة العقلية العلمية للوصول إلى النتائج.
وتشكل التربية الخلقية جزأ كبيرا من محتويات التربية الإسلامية, وتشمل التربية الخلقية في الإسلام التمسك بالخير والمعروف, والبعد عن الفحشاء والمنكر والشر وصولا إلى تقوى الله, وحسن عبادته، فالأخلاق تمثل الضوابط النفسية والاجتماعية للفرد والمجتمع الإنساني. وقد جعل الله سبحانه وتعالى من الرسول الكريم مثلا يحتذى في الأخلاق الفاضلة