ويقوم الأساس النفسي للتربية على معرفتنا بطبيعة النفس البشرية التي نريد لها حياة كاملة في حدود إمكانات الإنسان وقدراته. ويتمثل الهدف الأسمي للتربية في خضوع الفرد والجماعة لله في الحياة الدنيا.
2- التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة:
يلتمس التصور الكامل للإسلام في أصوله الصحيحة في القرآن والحديث وفي سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته العملية. وقد عني الإسلام بطبيعة العلاقة بين الخالق والخلق، وطبيعة العلاقة بين الكون والحياة والإنسان. ويضمن هذا التصور للإنسان حياة هادئة مستقرة ويفتح أمامه طريقًا إلى الله واضح المعالم بعيدًا عن الباطل والضلال1.
ولا شك أن الكون بما يحويه من مخلوقات مجال فسيح للنظر والتدبر ومجال واسع للدراسة والبحث العميق. وقد شاءت حكمة الخالق أن يترك للإنسان مهمة البحث عن سنن الكون وقوانينه؛ لينتفع بها في تنمية الحياة وترقيتها وليقوم بوظيفة الخلافة في الأرض لتعميرها وتنميتها. والإنسان -خليفة الله في الأرض- مكلف بعمارتها ولا تقوم عمارة الأرض إلا على مبادئ سامية وأُسس تربوية سليمة وجليلة تمكن المسلم من أداء هذه المهمة في أكمل صورة مستمدًا هذه المبادئ من القرآن والسنة.
والإنسان مخلوق لله سبحانه وتعالى، وقد ميزه عن غيره من المخلوقات الأخرى في تكوينه وفي منزلته الرفيعة وفي المسئولية التي يتحملها أمام الخالق، الذي خلقه على هيئة تجمع بين المادة والروح. قال عز وجل:
{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} 2.