لم يرد نص من القرآن أو السنة يحرم تعليم البنت أو يفرض قيودا على تعليمها بل إننا نجده على العكس من ذلك حث على طلب العلم وجعله فريضة على كل مسلم. وتنكير كلمة مسلم هنا يفهم منها الاستغراق كما يقول علماء البلاغة بمعنى أن تستغرق كل المسلمين وتشمل الذكر والأنثى على السواء. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فأدبهن وأحسن إليهن وزوجهن فله الجنة". وورد في الأثر "أيما رجل كانت عند وليدة -أي عبدة أو أمة- فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران".
وهناك كثير من الأمثلة والشواهد التي تلقي الضوء على تعليم المرأة في عصور الإسلام الأولى منها:
1- يروي البلاذري في فتوح البلدان أنه عند مجيء الإسلام كان هناك خمسة من نساء العرب يكتبن منهن الشفاء بنت عبد الله العدوة التي كانت تعلم حفصة واستمرت في تعليمها بناء على طلب الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بعد زواجه منها. وروى الواقدي أن عائشة وأم سلمة زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمتا القراءة والكتابة.
2- وقد ورد النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء" يقصد زوجته عائشة التي روت عنه ألف حديث رواية مباشرة. وهو ما لم يتوافر لسواها كما أنها برعت في قول الشعر وروايته ونقده.
3- وقد عقد محمد بن سعد جزءا من كتابه "الطبقات الكبرى" لرواية الأحاديث عن النساء ذكر فيه ما يزيد على سبعمائة امراة روين عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه الثقات.
4- ترجم ابن حجر في كتابه "الإصابه في تمييز الصحابة" لكثير من النساء المحدثات الثقات العالمات.
5- خصص كل من النووي في كتابه "تهذيب الأسماء" والخطيب البغدادي في كتابه "تاريخ بغداد" والسخاوي في "الضوء اللامع" حيزا كبيرا للحديث عن النساء اللائي كن على ثقافة عالية لا سيما في العلوم الدينية ورواية الحديث. ومن بين هؤلاء الشهيرات في العلوم الدينية نفيسة بنت الحسن بن