ولا يجوز أن تعرب (ثم) في الآية مفعولاً به, وإن كان قد ذهب إليه بعضهم لأن "ثم" ظرف لا يتصرف فيه بغير ما ذك رناه من حرف الجر, وإنما مفعول "رأيت" محذوف إما اختصاراً فيكون التقدير: وإذا رأيت ثم الموعود به, أو اقتصاراً أي: وإذا وقعت رؤيتك في ذلك المكان وقعت على نعيم وملك كبير.
وقوله وهنا بفتح الهاء وكسرها يعني: وتشديد النون, وحكمها حكم هنالك أنه يشار بها إلى مكان البعيد قال الشاعر:
كأن ورساً خالط ليرنا ... خالطه من ههنا وهنا
وقال أعرابي من بني أسد:
فلما صار نصف الليل هنا ... وهنا نصفه قسم السوي
دعوت فتي أجاب فتى دعاه ... يلبيه أشم شمردلي
وقوله وقد يقال هنت موضعا هنا قال الشاعر:
وذكرها هنت, ولات هنت
أراد: هنا ولات هنا هكذا قال المصنف في الشرح
وقوله وقد تصحبها الكاف فتقول: هناك وهناك.