على ذلك قوله تعالى (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ)، فلو كانت ها المقدمة مصاحبة أولاء لم تعد مع أولاء" انتهى. ومعنى قول س أن "ها" في "ها أنت ذا" قد تتجرد للتنبيه غير مصحوبة لاسم الإشارة، فلا تكون مقدمة على الضمير من اسم الإشارة. وقوله "ولكنها تكون بمنزلتها في هذا" أي: تدل على التنبيه وإن لم تكن مع اسم الإشارة، كما تدل عليه مع اسم الإشارة. ثم استدل على ذلك بما ذكر. وهو استدلال واضح. وما ذكره المصنف يدل على أنها قدمت من اسم الإشارة، ثم أعيدت معه على سبيل التوكيد، وهو مخالف لظاهر كلام س.

وقوله والكاف حرف خطاب يبين أحوال المخاطب بما بينها إذا كان اسمًا يعني من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث، فتقول: ذاك وذاك وذاكما وذاكم وذاكن، كما تقول أكرمك وأكرمك وأكرمكما وأكرمهم وأكرمكن. ولا خلاف في حرفيتها مع اسم الإشارة، ولا تتوهم فيه الاسمية وإضافة اسم الإشارة إليها لأن اسم الإشارة لا يضاف.

وقوله وقد يغني ذلك عن ذلكم أي: يكتفي/ بكاف الخطاب المتصل باسم الإشارة مفردة مذكرة في خطاب الجمع المذكر عن إتيانك به مقرونًا بميم الجمع، قال تعالى (فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ) و (ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ)، أغنى "ذلك" عن "ذلكم". ولا تغني الكاف المذكورة إذا كانت ضميرًا عن الكاف والميم، تقول: يا رجال أكرمكم زيد، ولا يجوز: يا رجال أكرمك زيد.

وما ذكره المصنف من أن الكاف المذكورة تغني عن الكاف والميم وليس مختصًا إغناؤها بذلك، بل لغة للعرب يكتفون في خطاب المثنى والمجموع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015