يا أم عمرو جزاكِ الله مغفرة ردي على فؤادي كالذي كانا
وقول ابن أبي ربيعة:
لو أنهم صبروا عنا فنعرفه منهم إذًا لصبرنا كالذي صبروا
وقول جرير:
دعاني أبو سعد، وأهدى نصيحة إلي، ومما أن تغر النصائح
لأجزر لحمي كلب نبهان كالذي دعا القاسطي حتفه، وهو نازح"
انتهي كلامه
ولا حجة في شيء مما ذكر على أن تكون "الذي" مصدرية، ولا أنها تتبع بمعرفة أو نكرة لا تقبل "أل" دون صلة؛ لأن الكوفيين يقولون: قالت العرب كذا، ويكون ذلك على قياس ما فهموا هم عن العرب، ولما اعتقدوا في قوله:
إن الزبيري الذي مثل الجلم
أن "مثل" تابع لـ"الذي"، وأنه لا صلة له، بنوا عليه أن العرب تقول: مررت بالذي خير منك، ومررت بالذي مثلك، وبالذي أخيك، وكل هذا قياس منهم على فهمهم في هذا الرجز وشبهه، وقد تقدم من تأويل البصريين/ لمثل هذا أنه مما حذفت منه الصلة، وأبقى معمولها، والمعنى: أن الزبيري الذي صار مثل الجلم. وكذلك: