ولم يذكر أصحابنا خلافًا في أن "ما" تكون صفة. قال الأستاذ أبو محمد بن السيد: "ومنها "ما" التي تجري مجرى الصفة، وهي تنقسم ثلاثة أقسام:
قسم يراد به التعظيم للشيء والتهويل به، كنحو ما أنشد سيبويه:
عزمت على إقامة ذي صباح لأمر ما يسود من يسود
أي: السيد إنما يسود لأمر عظيم يوجب له ذلك. ومنه قول امرئ القيس:
................................ وحديث ما على قصرة
أي: حديث طويل وإن كان قصيرًا.
وقسم يراد به التحقير كقولك لمن سمعته يفخر بما أعطاه: وهل أعطيت إلا عطية ما.
وقسم لا يراد به تحقير ولا تعظيم، ولكن يراد به التنويع، كقولك: ضربت ضربًا ما، أي: نوعًا من الضرب، وفعل فعلًا ما، أي: نوعًا من الفعل. ومن هذا قول العرب: افعله آثرًا