ش: مثال "من" و"ما" شرطًا {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا}. ومثالهما استفهامًا {مَّنْ إلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ}؟ {ومَا رَبُّ العَالَمِينَ}؟ ومثال "من" نكرة موصوفة قولك: مررت بمن معجب لك، أي: بإنسان معجب لك، وقال الشاعر:

ألا رب من تغتشه لك ناصح ومؤتمن بالغيب غير أمين

فوصفك لـ"من" بمعجب وناصح، وهما نكرتان، دليل على أن "من" نكرة.

وشرط بعض أصحابنا فيها أنها لا تستعمل موصوفة إلا في حال تنكير. وليس كما ذكر؛ ألا ترى أنها توصف وهي معرفة، وذلك إذا كانت موصولة، نحو: قام من في الدار العاقل. ووقوع "من" نكرة موصوفة سائغ فيها سواء كانت في موضع تسوغ فيه النكرة والمعرفة أم في موضع لا تسوغ فيه إلا النكرة.

وزعم الكسائي أن العرب لا تستعملها نكرة موصوفة إلا بشرط وقوعها في موضع لا تقع فيه إلا النكرة، نحو قولك: رب من عالم أكرمت، ورب من أتاني أحسنت إليه، أي: رب إنسان آتٍ إلى أحسنت إليه، لأن "رب" لا تدخل إلا على نكرة. ومن ذلك قولُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015