نحو: جاءني الذي هو فاضل، فيجيزون حذف "هو" في فصيح الكلام.
وفصل البصريون بين "أي" وغيرها، فجوزوا ذلك في "أي" سواء أطالت الصلة أم لم تطل، فتقول: يعجبني أيهم هو قائم، ويجوز حذف "هو"، هذا ما لم يكن في الصلة ما يستدعى ثبوته كالعطف عليه، نحو: أضرب أي الرجلين هو والعدم سواء.
وإن كان الموصول غير "أي" فلا يجوز ذلك عند البصريين إلا بشرط الاستطالة في الصلة، نحو ما روي عن العرب: "ما أنا بالذي قائل لك شيئاً"، يريد الذي هو قائل لك شيئاً، ومنه قوله تعالى: {وهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إلَهٌ وفِي الأَرْضِ إلَهٌ} وقال الشاعر:
فأنت الجواد، وأنت الذي إذا ما النفوس ملأن الصدورا
جدير بطعنة يوم اللقاء تضرب منها النساء النحورا
التقدير: هو في السماء إله وهو في الأرض إله، وهو جدير.
فإن لم تطل الصلة فلا يجوز حذفه إلا في ضرورة، وإن جاء في الكلام شيء منه فشاذ يحفظ، ولا يقاس عليه، نحو قال الشاعر:
لم أر مثل الفتيان في غير الـ أيام ينسون ما عواقبها