معَرفة، والموصول معرف، فلابد من تقدم الشعور بمعناها على الشعور بمعناه. والمشهور عند النحويين تقييد الجملة الموصول بها بكونها معهودة، وذلك غير لازم لأن الموصول قد يراد بع معهود، فتكون صلته معهودة، كقوله تعالى: {وإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ}، وكقول الشاعر:
/ألا أيها القلب الذي قاده الهوى أفق، لا أقر الله عينك من قلب
وقد يراد به الجنس، فتوافقه صلته، كقوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إلاَّ دُعَاءً ونِدَاءً}، وكقول الشاعر:
ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم
وقد يقصد تعظيم الموصول، فتبهم صلته، كقول الشاعر:
فإن أستطع أغلب، وإن يغلب الهوى فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه
وقال آخر:
وكنت إذا أرسلت طرفك رائدًا لقلبك يومًا أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه، ولا عن بعضه أنت صابر"
انتهى.