لعلك - والموعود حق لقاؤه - بدا لك في تلك القلوص بداء.
ونظير ذلك قوله:
إذا اكتحلت عيني بعينك مسها ... بخير، وجلي غمرة من فؤاديا
/أي: مسها الاكتحال. ويكون (ليسجننه) إذ ذاك جملة مفسرة لذلك الضمير، فلا موضع لها من الإعراب، والعرب قد تفسر المفرد بالجملة، كقوله تعالي: {كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ}. أو في موضع المفعول بفعل مضمر، تقديره: قالوا ليسجننه. أو جوابا لـ (بدا)، لأن أفعال القلوب تضمنها العرب معني القسم، فتتلقي بما يتلقي به القسم.
والأحسن عندي أن يكون فاعل (بدا) ضميرا يعود علي المصدر المنسبك من قوله: (إلا أن يسجن)، أو علي المصدر المفهوم من قوله: (لَيُسْجَنَنَّ) ن أو علي المصدر الدال عليه السجن في قوله: {قَالَ رَبِّ السِجْنُ أَحَبَُ إِلَيَّ}، فالتقدير علي هذه الاحتمالات: ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات هو، أي: سجنه مقسمين ليسجننه.
وأما {ومِن آياتِهِ يُريكُمُ البَرْقَ} فالجار والمجرور متعلق بـ (يريكم)، أي: يريكم البرق من آياته.
وقوله: أو عود ضمير عليه مثال ذلك قوله تعالي {وقَالُوا مَهْمَا تَأتِنَا بِهِ