تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ البَرْقَ}، فـ ((من آياته)) خبر لـ ((يريكم))، وهو فعل، قالوا: لأن المعنى: ومن آياته رؤيتكم البرق. وبقول الشاعر:

وما راعني إلا يسير بشرطة ... وعهدي به قينا يفش بكير

والصحيح أن الفعل لا يخبر عنه، وظاهر ما استدلوا به الإخبار عن الجملة لا عن الفعل وحده. وظاهر كلام المصنف - رحمه الله - أن الإخبار إذا كان بتأويل يجوز في غير الاسم. وقد مَثَّل هو بما هو في تأويل الاسم مما هو مقرون بحرف مصدري نحو {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}، ومما هو جملة نحو {سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوُهُمْ}.

أما ما كان بحرف مصدري فلا نزاع فيه. وأما الإخبار عن الجملة فثلاثة مذاهب:

أحدها: أنه لا يجوز ذلك، وإليه ذهب المبرد والفارسي وجمهور البصريين، وصححه بعض أصحابنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015