وقيل: اسم فعل، وبنيت لأنه الأصل علي الكسر، علي أصل التقاء الساكنين.
وقيل: ظرف، وبني لقلة تمكنه، وكأنه قال: لا أفعل هذا أبداً، وتكون بمنزلة عوض.
وهذه الأقوال [الثلاثة] تتقارب، والأول يبعد لأن تنوينها للتنكير، وهو لا يوجد إلا في الصوت واسم الفعل، فيغلب علي الظن أنها اسم فعل" انتهى.
والذي يظهر أنها من حروف الإجابة للدلائل التي استدل بها المصنف.
وقوله وربما أغنت هي و "لا جرم" عن لفظ القسم مراداً مثال الاستغناء ب "جير" قول الشاعر:
قالوا: قهرت، فقلت: جير ليعلمن ... عما قليل أينا المقهور
وحكي الفراء أن العرب تقول: لا جرم لآتينك، ولا جرم لقد أحسنت.
يريد أنهم يستغنون بها عن القسم قاصدين بها معنى حقاً، وقد صرح بعض الأعراب
بالقسم مع: لا جرم، قال لمرداس: لا جرم والله لا فارقتك.
فاما قوله تعالى {لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ}، ف (لا) عند الخليل وسرد، و (جرم) فعل، فاعله أن وما بعدها. وقال الكوفيون: لا: نافية، وجرم: اسم لا، وأن علي تقدير من.