تالله قد علمت قيس إذا قذفت ... ريح الشتاء بيوت الحي بالعنن

أن نعم معترك الحي الجياع إذا ... خب السفير ومأوى البائس البطن

وقال أيضاً:

تالله قد علمت سراة بني ... ذبيان عام الحبس والأصر

أن نعم معترك الجياع إذا ... خب السفير وسابئ الخمر

واحتراز بقوله "المثبت" من المنفي، فإنه لا تدخله اللام إلا اضطراراً، وتقدم ذكره، ولا ينفى إلا ب "ما" و "إن"، ولا يجوز نفيه ب "لا"؛ لأن "لا" لا ينفى بها الماضي في غير القسم إلا في قليل من الكلام أو في ضرورة شعر، فلم يسمع لذلك نفي الماضي بها في القسم إلا أن يكون الماضي واقعاً موقع المستقبل، فيجوز أن ينفى ب "لا" رعيا لمعناه، فتقول: والله لا فعلت كذا أبداً، أي: لا أفعل.

وقوله مقرونة بقد مثاله {تالله لقد ءاثرك الله}. وظاهره أنك مخير أن تأتي ب "قد" وحدها أو اللام. وغيره يقول: ويجوز أن تصل اللام بقد إذا كنت مخاطباً لمن يتوقع خبرك، فتقول: والله لقد قام زيد.

ومثال اقتران اللام بربما قول الشاعر:/

لئن نزحت دار لليلى لربما ... غنينا بخير، والديار جميع

وقوله أو ب "ما" مرادفتها انشد شاهداً علي ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:

فلئن بان أهله ... لبما كان يؤهل

وتقدم لنا الكلام في نظائر هذا البيت في حروف الجر عند قوله "وكذا بعد رب والباء، وتحدث في الباء المكفوفة معنى التقليل".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015