رويق! إني وما حج الحجيج له ... وما أهل بجنبي نخلة الحرم

لم ينسني ذكركم مذ لم ألاقكم ... عهد، سلوت به عنكم، ولا قدم

وبقول الأعشي:

أجدك لم تغتمض ساعة ... فترقدها مع رقادها

أجدك عنده من قبيل الأقسام. وقال آخر:

أجدك لن ترى بثعيلبات ... ولا بيدان ناجية ذمولا

وهذا غلط من ابن جني؛ لأن القسم بعد إن يجوز فيما بعده أن يكون خبرا لأن، ويحذف جواب القسم، ويجوز أن يكون جوابا للقسم، فيكون القسم وجوابه في موضع خبر إن. وقوله ((لم ينسني)) ليس جوابا للقسم، بل هو خبر إن، وجواب القسم محذوف، فهو نظير قولك: إن /زيدا_ والله_ لقائم، فقوله ((لم ينسني)) لا يصلح أن يكون جوابا للقسم كما لا يصلح ((لقائم))، وفي قولك: إن زيدا والله ليقومن، فيتعين أن يكون ليقومن جواب القسم. ومنه ما يحتمل الوجهين، نحو قول طرفة:

إني وجدك ما هجوتك والـ ... ـأنصاب يسفح بينهن دم

يجوز أن يكون ((ما هجوتك)) خبرا لإن، ويحتمل أن يكون جوابا للقسم.

وقال الكميت:

إني لعمر أبي سوا ... ك من الصنائع والذخائر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015