وقوله وقد يعطف علي مجرورها وشبهه مضاف إلي ضميريهما مثال ذلك: رب رجلٍ وأخيه رأيت. وشبه مجرورها هو المجرور بعد كم، نحو: كم عبد وأخيه أعتقت، وقال الشاعر:
وكم دون بيتك من مهمه ... وكداك رمل وأعقادها
وكذا أي وكل، قال:
فأي فتى هيجاء أنت وجارها ... ....................
وكذلك كل، قالوا: كل شاة وسخلتها بدرهم.
وشرط جواز ذلك أن يكون في العطف من التوابع، وأن يكون العطف بالواو خاصة. وزعم الفارسي أنه يجوز ذلك في البدل، وأنشد:
كأنهم صابت عليهم سحابه ... صواعقها "لطيرهن دبيب" جملة في موضع الصفة، والجملة نكرة وصفت بها المعطوف، فدخله حكم المعطوف عليه" انتهي.
ولا يثبت مثل هذا الحكم بهذا التأويل؛ لأن الأولي والظاهر أن يكون صواعقها مبتدأ لا بدلاً، و "لطيرهن دبيب" خبره، والجملة من "صواعقها" وخبره صفة لسحابة.