قال س في باب ما يجزم من الجوابات: "وزعم الخليل- رحمه الله- أنه وجد في أشعار العرب رب لا جواب لها، ومن ذلك قول الشماخ:
ودوية قفر تمشي نعامها ... كمشي النصارى في خفاف اليرندج
ألا ترى أنه قد علم أن مراده: قطعتها، أو نحوه ".
وقول الخليل يدل على بطلان ما قاله الفارسي ولكذة. ومما يرد على لكذة قولهم: رب رجل قائم، ورب ابنة خير من ابن، وفي المثل السائر: رب لائم مليم، وقول الشاعر:
ألا رب من تغتشه لك ناصح ... ومؤتمن بالغيب غير أمين
وقال أبو الحسين بن أبي الربيع: ((لا يمكن أن تجعل رب زائدة؛ لأنها تحزر معنى، والزائد لا يحزر معنى، وإنما هو مؤكد، ولا كل حرف خافض لا يكون إلا موصلا، وإنما خفض إذا كان زائدا ليبقى عليه عمله الذي أنس به، وما زادته العرب للتوكيد وليس له أصل فلا يكون خافضا؛ لأنه ليس موصلا، و"رب" خافضة، فلابد أن تكون موصلة، أو منقولة منها إن جعلتها زائدة، فقد صح. بما ذكرته أنها لا بد لها من فعل تتعلق به، فلابد أن يكون ظاهرا أو محذوفا، وإذا كان محذوفا فيكون على وجهين: