وقال المصنف في الشرح: ((وفي قراءة ابن مسعود: {لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}، وسمع عمر-رضي الله عنه-رجلًا يقرأ: {حَتَّى حِينٍ}، فقال: من أقرأك؟ قال: ابن مسعود. فكتب إليه: إن الله أنزل هذا القرآن، فجعله عربيًا، وأنزله بلغة قريش، فلا تقرئهم بلغة هذيل، والسلام" انتهى.
وأما "حتى" الابتدائية فهي التي تجيء بعدها الجملة من المبتدأ والخبر، أو الشرط والجزاء، أو الفعل ومرفوعه، فمن مجيء المبتدأ والخبر قول الشاعر:
فيا عجبا، حتى كليب تسبني ... كأن أباها نهشل أو مجاشع
وقول الآخر:
فما زالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة، حتى ماء دجلة أشكل
وقول الآخر:
سريت بهم حتى تكل مطيهم ... وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
وقال ابن طاهر: إنها في "حتى كليب" عاطفة، والمعنى: يسبني الناس حتى كليب. وقال في "وحتى الجياد": إن العطف للواو، وجردت حتى للغاية كما تجرد لا للنفي في: ما قام زيد ولا عمرو، ولكن للاستدراك في: ما قام زيد ولكن عمرو.
ومن مجئ الشرط قوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ}. وهذا أول موضع وقع في القرآن من دخول حتى على إذا، وهو كثير