الضمير وحده، وبدليل جواز حذفها ووصول الفعل إلى ما دخلت عليه كما يحذف غيرها من الحروف، وذلك في ضرورة الشعر، قال:
تمرون الديار، ولم تعوجوا ... كلامكم على إذا حرام
أي: عن الديار، وليس المعنى: بالديار؛ لقوله: ولم تعوجوا. وقال الآخر:
كأن عيني وقد بانوني ... غربان في جدول منجون
أي: بانوا عني
ولا تخرج عن الحرفية إلا بدليل، وذلك إذا دخل عليها "من" أو "على" ويدل على أنها الغالب عليها الحرفية أنهم إذا جعلوها اسما لم يعربوها، بل يقرونها على ما كانت عليه من البناء.
ومعناها اسما كانت أو حرفا المجاوزة، فإذا قلت: أطعمته عن جوع - فقد جعلت الجوع مجاوزا له ومنصرفا عنه. وكذلك: سقيته عن العمية، / وكسوته عن العري، ورميت عن القوس، فالعمية والعري قد تراخيا عنه، وقذفت سهمك عن القوس فجاوزها، وجلست عن يمينه أو من عن يمينه: تراخيت عن يمينه وجاوزتها. وقد تقدم ذكر الخلاف فيها إذا دخل عليها حرف الجر.
وقوله وللبدل استدل المصنف في الشرح على كونها للبدل بقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}، وبقولهم: حج فلان عن أبيه، وقضى عنه دينا، وقول الشاعر: