أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد هان من بالت عليه الثعالب
وقال بعض أصحابنا: فأما (بودك ما قومي) البيت فليست (ما) فيه زائدة كما ذهبوا إليه؛ ألا ترى أنه لو أراد: على ودك قومي سليمى على أن تركتهم - لم يكن لقوله (إذا هبت شمال وريحها) وجه، وإنما الود والود هنا الصنم، وما: استفهامية، والتقدير: أسألك بودك - أي: بصنمك - ما قومي؟ أي: أي شيء قومي إذا هبت شمال وريحها في وقت اشتداد الزمان، وعنى بريح الشمال النكباء، كما قال:
................................... ... إذا النكباء ناوحت الشمالا
وقوله "على أن تركتهم" أي: على أن فارقتهم؛ لأن هذا الشاعر يخاطب سليمى، وكانت امرأته، ونشزت عنه، فطلقها، فارتحلت إلى قومها، فسألها بصنمها أن تخبر بما شاهدته من قومه في وقت هبوب الشمال ومناوحة النكباء، وهو وقت اشتداد الزمان.
وأما كونها بمعنى "من" التبعيضية فمذهب كوفي أيضاً، وهو قول القتبي. واستدلوا بقوله تعالى: (يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ)، وبقول الشاعر: