وصف به المفرد وهو مفرد، فلا يحتاج إلى تأويل الفارسي، وتقدم منع الجرمي ذلك.
ومثل "خرس الدجاج" قوله:
وإن التي هام الفؤاد بذكرها ... رقود عن الفحشاء، خرس الجبائر
[5: 57/ب] لأنها امرأة واحدة. وقال لبيد يصف السهم:/
مرط القذاذ، فليس فيه مصنع ... لا الريش ينفعه ولا التعقيب
سكن الراء، وهو جمع أمرط، فأجراه على الواحد لقوله "فليس فيه".
ومن النحويين من أجاز هذا كله اعتماداً على أن المعنى للسببي، يجعل الوصف إذا انتصب المعمول أو انجر كهو إذا رفع السببي. ويعضد هذا المذهب ظاهر قول الشاعر:
فهل تسليم الهم عنك شملة ... مداخلة، صم العظام، أصوص
فقال: صم العظام، ولم يقل صماء العظام، وكأنه قال: ثم عظامها، وتقدم تأويل هذا البيت.
وقوله في البيتين: "غر الثنايا"، و"حجن المخالب"، ولم يقل: أغر الثنايا، ولا: حجناء المخالب - أجرى المعمول المجرور مجرى المرفوع.