والله لا يَذهَبُ شَيخي باطِلا ... حتى أُبِيرَ مالِكًا وكاهِلا

القاتلِينَ الَملِكَ الُحلاحِلا ... خَيَر مَعَدِّ حَسَبًا ونائلا

وزعم قوم منهم الروماني أنه إذا دخلتْه «أل» لا يعمل إلا ماضيًا، ولا يعمل حالاً ولا مستقبلاً. وحملهم على ذلك أنَّ س حين ذكر اسم الفاعل بـ «أل» لم يُقَدِّره

إلا بـ «الذي فعل». وس إنما أراد أن يبين أنه إذا دخل عليه «أل» عمل بمعنى الماضي؛ لأنه كان قبل دخولها لا يعمل وهو ماضٍ، وأمَّا إذا كان بمعنى المضارع فإنه لا يحتاج إلى ذكره؛ لأنه كان قد صحَّ له العمل قبل أل، فإذا اقترنت به أل كان أحقَّ بالعمل وأَولَى؛ لأنها إذا كانت مصحِّحة لعملِ ما كان لا يعمل فأَحْرَى أن يكون أَولَى بالعمل ما دخلت عليه مما كان عاملاً دونها، وقد وردَ السماع بذلك، قال الشاعر:

إذا ... كُنتَ مَعْنِيَّا بِجُودٍ ... وسُؤْدَدٍ ... فلا تَكُ إلا الْمُجْمِلَ القَولَ والفِعْلا

وقال عمرو بن كلثوم:

وأنّا الُمنْعِمُونَ إذا قدَرْنا ... وأنّا الُمهْلكونَ إذا أُتِينا

وأنَّا الشَّارِبُونَ الماءَ صَفْوًا ... ويَشْرَبُ غيرُنا كَدَرَّا وطِينا

وقال تعالى {والحفظين فروجهم والحفظت والذكرين الله كثيرا والذكرات}.

ولقائل أن يقول: عمل في الظرف، ورائحة الفعل تعمل في الظرف، وما عمل في المفعول احتمل أن يكون بعضه ماضيًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015