هَوِتُكِ حتى كادَ يَقتُلُنِي الهَوى ... وزُرتُكِ حتى لامَنِي كُلُّ صاحِبِ
وحتى رأي مِنَّي أدانِيكِ رِقّةً ... عليكِ، ولولا أنتِ ما لانَ جانِبِي
وبعد ذلك البيت:
بأهلي ظباٌء منْ رَبيعة عامر ... عِذابُ الثْنايا، مُشْرِفاتُ الحَقائِبِ
وفي جواز حذفه دليلٌ على فساد قولِ مَن ذهب إلى أنَّ حَبَّذا كله فعل، وأنَّ المخصوص فاعل به؛ إذ الفاعل لا يجوز حذفه. ودليلٌ على أنه لا يكون خبرَ مبتدأ محذوف؛ إذ يلزم حذف /الجملة بأسرها من غير عِوض عنها ولا قائم مقامها، وذلك لا يجوز.
ومِن أحكام حَبَّذا جوازُ الفصل بالنداء بينها وبين مخصوصها، كما قال كثَّير:
فقلتُ ــ وفي الأحشاءِ داءٌ مُخامِرٌ ـــ ... ألا حَبَّذا ـــ يا عَزّ ـــ ذاكِ التَّشايُرُ
وجواز تأكيدها التأكيد اللفظي، أنشد أبو الفتح في «المنصف»:
ألا حَبَّذا حَبَّذا حّبَّذا ... حَبيبٌ تَحَمَّلتُ فيه الأَذَى
ويا حَبَّذا بَرْدُ أنْيابِهِ ... إذا أّظْلَمَ اللّيلُ واجْلَوَّذا
ومجيءُ المخصوص اسم إشارة مخالفًا في الرتبة لـ «ذا» المتصلة بحَبَّذا نحو ما
أنشدناه من قوله: