ألا ليتَ شِعْرِي هل أَبِيتَنَّ ليلةً ... بِوادٍ وحَولِي إذخِرٌ وجَلِيلُ

وكقول الآخر:

يا ليتَ شِعْرِيَ هل يُقْضَى انْقضاءُ نَوَى ... فَيجمَعَ اللهُ بينَ الرُّوحِ والجسد

وكقول امرئ القيس:

ألا رُبَّ يومٍ صالحٍ لكَ منهما ... ولا سِيَّما ... يومٌ ... بِدارةِ ... جُلْجُلِ

وكقوله أيضًا:

فيا رُبَّ مَكْرُوبٍ كَرَرْتُ ... وَراءَهُ ... وطاعَنْتُ عنه الخَليلَ حتى تَنَفَّسَا»

انتهى.

قال س: «وزعم الخليل أنَّ حَبَّذا بمنْزلة حَبَّ الشيءُ، ولكنَّ ذا وحَبَّ بمنْزلة كلمة واحدة؛ نحو لولا، وهو اسم مرفوع، كما تقول: يا بنَ عَمَّ، فالعَمّ مجرور؛ ألا ترى أنك تقول للمؤنث حَبَّذا، ولا تقول حَبَّذه؛ لأنه صار مع حَبَّ على ما ذكرتُ لك، وصار المذكَّر هو اللازم؛ لأنه كالمَثَل».

قال أستاذنا أبو جعفر بن الزبير ــ رحمه الله ــ «لا تَعَلَّقَ لِمن يَنسُب إليه أنَّ حَبَّذا كله اسم بهذا اللفظ؛ إذ ليس صريحًا، بل لو قيل إنَّ ظاهره رَعْي الفصل لكان الوجه؛ ألا ترى تنظيره بـ (ابن عَمَّ)، وقوله (فالعَمّ مجرور)، وتعويله على تعليل بقاء (ذا) مع المذكر والمؤنث على صورة واحدة، فلهذا عَوَّل ابن خروف وأبو علي الشلوبين على هذا المفهوم» انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015