اطْرُدِ اليأسَ بالرَّجا، فَكَأَيِّنْ ... آمِلاً، حُمَّ يُسرُهُ بَعدَ عُسْرِ

وقول الآخر:

وكائنْ لنا فَضلاً عليكم ونِعمةً ... قَديمًا، ولا تَدرُونَ ما مَنُّ مُنعِمِ

وقال س: «وكذلك: كأيِّنْ رجلاً قد رأيتُ، وزعم ذلك يونس، وكأيِّنْ قد أتاني رجلاً)). ومثالُ ذلك في كذا قوله:

عِدِ النَّفسَ نُعْمَى بعدَ بُؤساكَ ذاكِرًا ... كذا وكذا لُطفًا به نُسِيَ الجَهدُ

ولا يجوز أن تضاف كأيِّن وكذا إلي التمييز؛ لأنَّ المحكيَّ لا يضاف، ولأن في آخر كأيَّن تنوينًا، فهو مانع من الإضافة أيضا، وفي كذا اسم إشارة، واسم الإشارة لا يضاف.

وقوله والأكثُر جَرُّه بـ «من» بعدَ كأيِّن قال س بعد أن ذَكر النصب، قال: «إلا أن أكثر العرب إنما يتكلمون بها مع مِن» انتهى. ويظهر من كلام س أنها لتأكيد البيان، فهي زائدة، وقد يقال: إنها لا تزاد في غير الواجب، فيقال: إنَّ هذا رُوعيَ فيه /أصله من الاستفهام، وهو غير واجب، ولَمَّا تعذَّرت الإضافة لم يَبق إلا النصبُ أو جرُّه بِمِنْ، وكان جرُّه بِمِنْ أكثر من استعماله منصوبًا؛ لأنَّها بمنْزلة كم الخبرية في المعنى، وكم الخبريةُ يقلُّ نصب تمييزها إذا لم يُحَلْ بينها وبينه.

وذهب أبو العباس إلى أنَّ الاختيار في جرِّه بِمِنْ سببُه أنه مع عدمها لا يتعين أن يكون المنصوب هو التمييز، بل يحتمل في نحو قولك «كأيِّن رجلاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015