-[ص: فصل
معنى «كأيِّن» و «كذا» كمعنى «كم» الخبرية، ويقتضيان مُمَيِّزًا منصوبًا مفردًا، والأكثرُ جرُّه بـ «مِن» بعد كأيِّنْ. وتنفرد من «كذا» بلزوم التصدير، وأنها قد يُستَفهَم بها، ويقال: كَيْءٍ، وكاء، وكَأ، وكَايٍ. وقلَّ ورود «كذا» مفردًا، أو مكررًا بلا واو. وكنى بعضهم بالمفرد المميَّز بجمع عن ثلاثة وبابه، وبالمفرد المميَّز بمفرد عن مئة وبابه، وبالمكرَّر دون عطف عن أحدَ عشرَ وبابه، وبالمكرَّر مع عطف عن أحد وعشرين بابه.]-
ش: «كأيِّن» زعموا أنها مركبة من كاف التشبيه و «رأيّ» قال بعضهم: الاستفهامية، وحُكيت، وصارت كـ «بِزَيدٍ» لو سُمِّي به، فإن يُحكى، ويُحكم على موضعه بالإعراب.
قال ابن عصفور: «والكاف فيها زائدة؛ ألا ترى أنك لا تريد بها معنَى تشبيه، وهي مع ذلك لازمة كلزوم ما الزائدة في قولهم: افعلْه آثًرًا ما،
وقولهم: لا سَّيِما زيدٍ. وهي غير متعلقة بشيء؛ لأن حروف الجر الزوائد لا تطلب ما تتعلق به. والدليل /على أنَّ الكاف وأيَّا صُيِّرَتا كالكلمة الواحدة استعمالها مبتدأة، نحو قوله: كأين مِن رجلٍ ضربتُ،