وقد زعم س أن المختلف اللفظ قليل في استعمال العرب. وقد ذكر الأخفش، قال: (ويقولون في هذا القياس: ثاني واحد وقال بعضهم: ثنيت الرجلين: صرت ثانيهما، ولا يقال: ثنيت فلانا، ولكن يقال: صرت له ثانيا، وثنيت الرجلين وأنت أحدهما ليس بقياس؛ لأن مثله لا يجرى على فعل، ولا ينون. ومن استعمال الفعل في خامس أربعة قول عبد الله بن الزبير الأسدى:
ونحن قتلنا بالمنيح أخاكم ... وكيعا، ولا يوفي من الفرس البغل
فإن تثلثوا نربع، وإن يك خامس ... يكن سادس حتى يكون لنا الفضل
وإن تسبعوا نثمن، وإن يك تاسع ... يكن عاشر حتى يبيركم القتل
وقال السيرافي: «أجمع النحويون على ذلك إلا ماحكاه ابن كيسان عن ثعلب أنه أجاز: ثالث
ثلاثة، وثلثت الثلاثة، والمعروف قول الجمهور».
وتقول في المؤنث: ثالثة ثلاث، تحكم لاسم العدد بالحكم الذي كان له حين كان مفردا، وتحكم لفاعل بحكمه أن لو انفرد.
وقوله وقد يجاوز به العشرة يعنى أنه يستعمل مع المركب كما استعمل مع اثنين وثلاثة، فيكون اسم فاعل مع المركب كما كان مع العدد الموافق له في الاشتقاق.