أن التركيب يوجب البناء، وجمع السلامة لا يكون مبنيا إلا في موضع يحكم فيه
للبناء بحكم الإعراب في الإتباع على اللفظ، وذلك في باب النداء وفي باب «لا»،
فأما «الذين» فصيغة جمع، وليس بجمع.
وأما كون بنائه على حركة فلأن المعرب إذا طرأ عليه ما يوجب بناءه كان
بناؤه على الحركة. وكانت حركة الثاني فتحة طلبا للتخفيف، وكانت حركة
الأول فتحة إما طلبا للتخفيف أو لشبه أخره بما هو في كنف تاء التأنيث؛ لأن
الاسم الثاني بمنزلة تاء التأنيث، ولذلك منع الصرف مع العلمية، وحذف في
النسب كما كان ذلك في تاء التأنيث. وبناء هذا المركب لازم.
وأجاز الكوفيون إضافة النيف إلى العشرة، واستدلوا على ذلك بقوله:
علق من عنائه وشقوته ... بنت ثماني عشرة من حجته
قال بعض أصحابنا: «وهذه الإضافة لا معنى لها؛ لأن الإضافة المحضة إما
على معنى اللام أو معنى من، ولا يتصور معنى ذلك في النيف؛ لأنه ليس للعشرة
ولا منها، بل هو زيادة عليها، وإن صح البيت الذي أنشدوه فضرورة مشبهة
بقولهم: كفة كفة، فإنهم قالوا: كفة كفة، بالإضافة فشبه به ثماني عشرة تشبيها
لفظيا؛ إذ الإضافة في ثماني عشرة لا معنى لها، وفي كفة كفة لها معنى، أي: كفة
منه لكفة منى» انتهى، وفيه بعض تلخيص.