بانت قطام ولما يحظ ذو مقه ... منها بوصل ولا انجاز ميعاد»
انتهى. وقال:
فان كنت مأكولاً فكن خير أكل ... وإلا فأدركني ولما أمزق
وقد وجدت مجيء لما بغير واو في الجملة الحالية في شعر بعض الفصحاء , إلا أنه يغلب على ظني أنه مولد , فلا يكون في ذلك حجه , قال عبد الله بن محمد بن أبى عيينة:
أبعد بلائي عنده إذ وجدته ... طريحاً كنصل السيف لما يركب
وقال أيضاً:
ففللت منه حده , وتركته ... كهدبه ثوب الخز لما يهدب
وقد أنشد بعض النحويين من شعر هذا الرجل مستدلاً به قوله:
هبيني - يا معذبتي - أسأت ... وبالهجران قبلكم بدأت
/ وزعم ابن عصفور أن الأولى أن يكون النفي ب «لما» , نحو: جاء زيد ولما يضحك. وعلل ذلك بأن «لما يفعل» نفى لقوله: قد فعل.
وإنما ادعى أن النفي ب «لما» أولى من النفي ب «لم» و «ما» لأن من مذهبه أن الماضي لا يقع حالاً إلا مع «قد» ظاهره أو مقدره , ولذلك علل بأن «لما» نفى لـ «قد فعل» , و «لما» تدل على نفى الفعل متصلاً بزمان الأخبار , و «قد» تقرب الماضي من زمان الأخبار , فلذلك قال «الأولى لما» حتى يكون النفي مناسباً للإثبات , ويأتي الخلاف في وقوع الماضي بنفسه حالاً إن شاء الله.