وقوله وحقه النصب إنما كان ذلك لأنه فضله , وإعراب الفضلات النصب. وقوله وقد يجر بباء زائدة استدل المصنف على جواز جره بباء زائدة بقول رجل فصيح من طيئ: /

كائن دعيت إلى بأساء داهية ... فما انبعثت بمزؤود ولا وكل

ويستدل له أيضاً بقول الشاعر:

فما رجعت بخائبة ركاب ... حكيم بن المسيب منتهاها

التقدير عنده: فما انبعثت مزؤوداً ولا وكلاً , وتقدير البيت الثاني: فما رجعت خائبة ركاب.

ولا حجه في هذا على ما ادعاه , إذا تحتمل الباء فيهما إذا تكون زائدة , بل الباء فيهما للحال:

أما في البيت الأول فالتقدير: فما انبعثت ملتبسا بمزؤود , ويعنى بذلك المتكلم نفسه , إذا ترى أنه قد يسند الحكم إلى اسم ظاهر , ويعنى بذلك نفسه , نحو قوله: لقد صحبك منى رجل صالح , ولو جئتهم بى لجئت بفارس بطل , أي: لجئت ملتبسا بفارس بطل , وهو يعنى نفسه.

وأما البيت الثاني فالتقدير: فما رجعت ملتبسة بحاجه خائبة ركاب.

وإذا احتمل أن تكون للحال لم يكن في ذلك دليل على زعمه أن الحال قد تجر بباء زائدة.

ولو فرضنا أن الباء زائدة في هذين البيتين لم يصح إطلاقه قوله «وقد يجر بباء زائدة» , لأن محسن دخول الباء الزائدة إنما هو تقدم النفي قبلها , كما جاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015