رجل: مبتدأ مبني عليه, والمستثنى بدل منه". يريد أن قل رجل لما كان في معنى أقل رجل حملت ما استثنى فيه على ما استثنى فيما هو في معناه؛ فيزيد هنا بدل من متوهم لا ملفوظ به حملاً على المعنى كما قدمنا.

ومثل هذا: ما جئتني فأكرمك, نصبوه بأن, وعطفوه على متوهم من المعنى, لأن ما جئتني [بمنزلة]: لم يكن منك مجيء, ف"أن أكرمك" بمنزلة: فإكرام. انتهى. وتقدم الكلام في أقل رجل يقول ذلك, وقل رجل يقول ذلك.

ومن هذا الفصل ما حكي الخليل وس عن العرب من قولهم: ما علمت أحدًا يقول ذلك إلا زيد, ترفع زيدًا بدلاً من الضمير في يقول من حيث كان منفيًا في المعنى وإن لم يدخل على فعله حرف النفي.

ومن هذا الفصل قولهم: أبيت إلا الخروج, فسلطوا الفعل على ما بعد إلا في الإنجاب لأنه في معنى النفي, كأنه قال: ما أردت إلا الخروج, وقال تعالى {ويَابَى اللَّهُ إلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ}. ويقولون: أعطيته إلا ثيابي, أي: لم أمنحه. ويأتي هذا في كلامهم, ومنه عندي قول ابن اللبانة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015