ولا الذين ظلموا، قاله الأخفش، والتي بمعنى إن لم كقوله تعالى {بَعْضٍ إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ}، والزائدة كالأولى من اللتين في قول الشاعر:
أرى الدهر إلا منجنونًا بأهله وما صاحب الحاجات إلا معللًا
أي: أرى الدهر منجنونًا بأهله، أي: يتقلب بهم، فتارة يرفعهم، وأخرى يخفضهم، كذا قال ابن جني، ثم قال: (وعلى ذلك تأولوا أيضًا قول ذي الرمة:
حراجيج، ما تنفك إلا مناخةً على الخسف، أو نرمي بها بلدًا قفرا
أي: ما تنفك مناخة، وإلا زائدة). هذا قول ابن جني" انتهى كلام المصنف.
فأما احترازه من "إلا" بمعنى "غير" فكان ينبغي أن يقيد غيرًا بالصفة؛ لأن غيرًا تكون استثناء، وتكون صفة.
وأما قوله "والتي بمعنى الواو" فلا تكون إلا في معنى الواو في مذهب المحققين من النحويين؛ وقد تُؤول ما استدلوا به على أنه من الاستثناء المنقطع.