........................ يهوي مخارمها هوي الأجدل
قال: ذهبت طريقي، ومروا طرقاتكم، فهذا السماع عنده.
وأما القياس فإن الطريق اسمٌ لما يمكن أن يُستطرق، وإذا كان كذلك كان مبهمًا.
وهذا باطل عند جمهور البصريين؛ لأن الطريق لا يقع لغة إلا على ما استطرق، لا على ما يمكن أن يُستطرق، فهو مختص.
وأما "أوقد نارًا إثره" فالإثر ليس بالطريق، وإنما هو بمعنى وراءه، فهو من قبيل المبهم.
وأما "وقد قعدوا أنفاقها"، ويهوي مخارمها"، فضرورة.
وأما "ذهبت طريقي"، و"مروا طرقاتكم" - فقال الأستاذ أبو علي: الرد عليه تكذيبه.
وجعل المصنف في الشرح قوله تعالى {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ}، {واقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} من الظروف المختصة التي حُذف منها "في" في الاختيار. وهذا مذهب الفراء.
والصحيح أنه ليس انتصابه على الظرف، بل على المفعول به، على تضمين لأقعدن لأملكن، واقعدوا: املكوا، وباب التضمين أوسع من تعدي الفعل إلى المختص على سبيل الظرفية بغير في.