و "أل" في "الآن" عند أصحابنا معرفة, ويصحبها الحضور. ورد بأنها لو كانت للتعريف لما لزمت, لكنها لازمة؛ إذ لم يقولوا: افعله/ [3: 187/ ب] أنا من الأنات. وقيل: لو لم تكن للتعريف أن تكون نكرة؛ لأنه لو لم يتعرف بأل لكان علمًا, ولا يكون علمًا لأنه لا يختص.
وقال أبو إسحاق: تعرف بالإشارة, فتضمنها, ولذلك بنيت. ورد بأن ما تضمن حرف الإشارة بمنزلة اسم الإشارة, واسم الإشارة لا تدخل عليه أل.
-[ص: ومنها قد للوقت الماضي عمومًا, ويقابله عوض, ويختصان بالنفي. وربما استعمل قد دونه لفظًا ومعنىً, أو لفظًا لا معنى. وقد يرد عوض للمضي, وقد يضاف إلى العائضين, أو يضاف إليه, فيعرب. ويقال قط وقط وقط وقط, وعوض وعوض.]-
ش: قط اسم مبني, وأصله التشديد, نقلت من القط, وهو القطع 'لى الطرف, ألا ترى أنك إذا قلت ما رأيته قط معناه: ما رأيته فيما انقطع من عمري.
وإنما بني لشبهه بالحرف في إبهامه؛ لأنه وقع على كل ما تقدم من الزمان؛ كما أن من إذا أردت التبعيض أتيت بها في كل متبعض.
وقيل: بنيت لأنها أشبهت الماضي؛ لأنها لزمانه, ولأنها تضمنت معنى في؛ لأنها لا تحسن فيها, بخلاف الظروف. وقيل: تضمنت معنى منذ, فمعنى قولك ما رأيته قط: ما رأيته منذ خلقت.