سُلَيم: ما رأيته مِنذُ سِتٌّ، بكسر الميم ورفع ما بعد، أراد: ستة أيام». قال: «وحُكي لي عن عُكْل: مِذُ يومان، بكسر الميم وطرح النون وضم الذال» انتهي.
وقوله ويضافان إلي جملة الإضافة دليل علي الاسمية، وهما إذا ذاك ظرفاً زمان. واستدلّ ابن عصفور علي اسميتهما بارتفاع الزمان بعدهما في جواب مَن قال: كم لك لم تر فلاناً؟ فتقول: مذ يومان، أو منذ يومان، وهذه جملة، فهما اسمان لا حرفان؛ لأنّ الحرف لا ينعقد منه ومن الاسم كلام باتِّفاق إلا في النداء علي خلاف فيه سيأتي إن شاء الله. انتهي.
ومن رفع يومان علي إضمار فعل صار الكلام بذلك الفعل جملة، وكان مذ ومنذ إذ ذاك غير مقوم لماهية الجملة، إلا أنّ هذا المذهب ضعيف، فيصح كلام ابن عصفور.
وقوله مُصَرَّحٍ بجزأيها الجملة تارة تكون اسمية، وذلك قليل، قال الشاعر:
وما زِلتُ مَحمولاً عليَّ ضَغِينةٌ ... ومُضْطَلِعَ الأَضْغانِ مُذْ أنا يافِعُ
وقال أبو دَهْبَل الجُمحيّ:
تَبوع لِهَمٍّ، لم يزل بي طامحاً ... إلي أَمْجَدِ الأَخلاقِ مُذْ أنا يافِعُ
والفعلية أكثر، قال الشاعر:
قالتْ أُمامةُ: ما لِجِسْمِكَ شاحِباً ... مُنذُ ابْتُذِلْتَ، ومِثلُ مالِكَ يَنْفَعُ